تحت رعاية صاحب السمو، أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبالتعاون مع وزارة الثقافة والفنون والتراث، جرى تكريم نخبة من أبرز المبدعين العرب تقديراً لإنجازاتهم الإستثنائية، خلال حفل مميّز أقيم في "الحي الثقافي - كتارا"، الدوحة – قطر، بحضور أكثر من ٥۰۰ شخصية عربية وعالمية مرموقة.
وكانت اللجنة الخاصة بجوائز الإنجاز العربي " تكريم " والمكونة من جلالة الملكة نور الحسين، والوزير السابق الدكتور الأخضر الإبراهيمي، والدكتور محمد البرادعي، والدكتورة حنان عشراوي، والسيد كارلوس غصن، والسيد رجا صيداوي منح الجائزة الأولى في مجال الإبتكار والإبداع التربوي على مستوى العالم العربي للعام 2011 لمجتمع وأسرة " مبادرة إلهام فلسطين " .
وقد ترشحت إلهام فلسطين للجائزة من قبل بعض الداعمين الدوليين، الذين رأوا أن مجتمع إلهام من حيث مستوى، وعمق، وسعة الإنخراط لمستويات عدة من ذوي العلاقة في المبادرة يستحق أن يفوز بهذه الجائزة المرموقة، حيث إنخرط الطلبة والمعلمين، واللجان المحلية، ولجان تقييم، إضافة إلى اللجان المختلفة من توجيهية، وتنفيذية، وكذلك مجلس الشركاء، وهذا يعبر بشكل واضح عن مجتمع غني بتفاعله وإنجازاته، وعمق أثره.
وشملت جوائز الإنجاز العربية رجال الأعمال الشباب، النهوض بالسلام، الأعمال والخدمات الخيرية، التنمية واستدامة البيئية، جائزة المرأة العربية للسنة، الإنجاز العلمي والتكنولوجي، المساهمة العالمية الاستثنائية للمجتمع العربي، التميز الثقافي، الإبداع في التعليم، الرئاسة/القيادة المتميزة للشركات.
وتكون الوفد المشارك باسم أسرة ومجتمع إلهام من وزيرة التربية والتعليم العالي/ رئيس مجلس شركاء إلهام أ. لميس العلمي، والبرفسور مروان عورتاني، أمين عام مؤسسة التربية العالمية، وأعربت الوزيرة العلمي التي تسلمت الجائزة نيابة عن أسرة ومجتمع إلهام عن فخرها واعتزازها بفوز فلسطين في هذه الجائزة المهمة، وأثنت على مبادرة "تكريم" التي تهدف إلى نشر التفوق العربي في مختلف المجالات والميادين بصورة تساهم في ضخ الأمل عند الشباب العربي والارتقاء بصورة العرب في كافة أنحاء العالم.
وأكدت في كلمتها على أن منح الجائزة الأولى في حقل الإبتكار والتمييز التربوي لأسرة ومجتمع إلهام هو في واقع الحال رسالة تقدير وإعتراف م نالعالم العربي إلى المبادرين والرياديين المبدعين في المجتمع الفلسطيني، من طلبة ومعلمين، ومرشدين، ومديرين، الذين إستطاعوا بموارد بسيطة وشحيحة، وفي ظل ظروف غاية في التعقيد إستطاعوا أن يصنعوا فارقا نوعيا في حياة الطلبة، وفي بيئتهم المدرسية، فكانوا مصدر إلهام لآخرين في فلسطين والمنطقة العربية والعالم أجمع.
ووعدت العلمي باستمرار مسيرة إلهام، وتطوره، وببذل كل الجهود لإدماج إلهام والمبادرات في النظام التعليمي، سعيا إلى تكريس ثقافة الإبداع وجعلها قيمة سائدة.
وقدمت العلمي شكرها باسم طلبة وشباب فلسطين، للقائمين على جائزة تكريم، ولأعضاء لجنة التحكيم على هذا الإعتراف الذي يشكل نقلة نوعية، وبارقة أمل لشعب أحب الحياة فعمل دون كلل أو ملل.
وقد تم إختيار إلهام فلسطين من بين مئات الطلبات التي ترشحت لنيل الجائزة ضمن محور الإبداع التربوي، حيث أفاد القائمون على جوائز الإنجاز التربوي " تكريم " أن إلهام ومجتمعها إستحقوا الجائزة الأولى وذلك لجملة من الأسباب أهمها إرتكاز إلهام إلى نهج تربوي شمولي يمتاز بالإبتكار والإبداع، والريادية، وهو أمر يستحق التعميم على العالم العربي ضمن أجندة عربية، إضافة إلى حجم الإنخراط والإدماج من خلال الشراكة عبر القطاعية التي تحمل إنخراطا بتراتبية غير مسبوقة بدءا من الوزراء ومدراء المؤسسات، والوكلاء، والمدراء العامون، إضافة إلى إنخراط المعلمين، والمديرين، والمرشدين، والطلبة، وهو الأمر الذي يجسد إلتزاما حقيقيا بانخراط تنموي فعال ومستدام، هذا بالإضافة إلى الشفافية والنزاهة والمصداقية التي صاحبت كافة مراحل العمل، وتجسدت واقعا ملموسا لرقي مهني، وأكد القائمون على الجائزة أن الأمر اللآفت هو أن تصميم مبادرة إلهام فلسطين يحمل بعدا واضحا وصريحا لا يقبل اللبس بإمكانية نقل التجربة الفلسطينية المميزة بكل المقاييس للعالم العربي، وهذا لا يتناقض مع خصوصية بلدان العالم العربي كون إلهام بتصميمه يحمل بعدا عالميا واضحا.
وصرح البرفسور مروان عورتاني الأمين العام لمؤسسة التربية العالمية أن نيل إلهام فلسطين ومجتمعها هذه الجائزة العربية المرموقة، هو تكريس وإبراز لدور فلسطين في المنطقة العربية، وتأكيد أنه رغم كل الصعوبات والتحديات التي تحيط وتعصف بالواقع الفلسطيني إلا أن هناك شعب ريادي مصمم على لعب دور تنموي يقدم أنموذجا حقيقيا للعمل المشترك القائم على أن الإستثمار في الإنسان الفلسطيني هو مهمة وطنية غالية تستحق الجهد والمثابرة، لهذا جاءت إلهام وحولها شركاء مخلصون إحتل أطفال فلسطين منهم جميعا موضع القلب.
وأوضح عورتاني أن إلتقاط القائمين على جوائز الإنجاز العربي " تكريم " لمواطن القوة في إلهام ينقل المبادرة من بعدها الفلسطيني إلى فضاء عربي أرحب وأوسع، وهو الأمر الذي يجعل تطبيقه في دول شتى أمر بالغ الأهمية، وهذا لا يتناقض بأي حال من الأحوال مع خصوصية كل بلد عربي إذ أن البعد العالمي لإلهام سيكون عنصراً فعالاً ومسرعاً في التعلم المتبادل وتشاطر الممارسات التعلمية التربوية السليمة بين المجتمعات، بينما ينبثق الطابع المحلي للبرنامج من الرؤية والقناعة بان تميز النماذج التربوية وغناها وقيمتها الحقيقية ينبغي أن يرى من منطور نطاقها الحيوي ومجتمعها المحلي وذلك احتراماً للخصوصية الثقافية والتنمية والاجتماعية والتربوية للمجتمعات العربية. وهذه العلاقة الجدلية بين العالمية والمحلية لبرنامج الهام ينبغي أن تنعكس على تصميم البرنامج ونهجه وأسلوب عمله. وهذا ما دفع أكثر من دولة أوروبية لدراسة استيعاب تجربة إلهام فلسطين لتطبيقها في دولها، إضافة إلى دعوة إلهام فلسطين لتقديم هذه التجربة الرائدة في أكثر من محفل دولي وعربي في الإمارات، وبلجيكا، وفرنسا، وفي نيويورك مطلع الأسبوع القادم، حيث ستقدم إلهام فلسطين في المنتدى التربوي العالمي.
وبين عورتاني أن نيل إلهام فلسطين ومجتمعها هذه الجائزة العربية المرموقة، يؤكد صدقية توجه المؤسسة والشركاء بأن مجتمع إلهام ينبغي أن يتعاظم باستمرار ليشمل فئات وقطاعات حيوية أخرى، وهذا ما ينسجم مع حصيلة اللقاءات التشاورية التي عقدها فريق العمل وشملت منسقي إلهام في المديريات، وأعضاء لجان التقييم، واللجنتين التنفيذية والتوجيهية، التي أكدت ضرورة إدماج أولياء الأمور، وفئات أخرى ذات علاقة بالبيئة التربوية، هذا بالإضافة إلى أن مجتمع إلهام إمتد ليشمل بعدا تنمويا تنويريا عبر تكريس دور فاعل لوسائل الإعلام الفلسطينية من خلال تعميم تجربة إلهام، بمفاهيمها، وآليات عملها، وحصادها من المبادرات الملهمة. حيث تم إطلاق برنامج فضاءات تربوية، بالتعاون مع شبكة معا، وتلفزيون القدس التربوي، من على شاشة فضائية مكس، إضافة إلى جملة من البرامج الإذاعية في محطات الإذاعة في الخليل، ورام الله وطولكرم.
وأختتم عورتاني بالقول أن فوز إلهام ومجتمعها بالجائزة دليل على أن العمل الفلسطيني المشترك، مجد من حيث القيمة والأثر، والقدوة الحسنة وهذا ما يستحق تهنئة حقيقية للمئات الذين شاركوا في إلهام وانضموا إلى مجتمعها من البدايات التي صاحبت اللقاءات التشاورية، مرورا بالإنخراط اللآفت في الدورتين الأولى والثانية وعلى كافة المستويات، لهذا أبارك للجميع إنجازهم واستحقاقهم لهذه الجائزة المرموقة، ولفلسطين الجلد والمثابرة والريادة والإلهام
ومن القضايا التي تستحق تسليط الضوء عليها أن مبادرة إلهام فلسطين بنيت على شراكة عبر قطاعية ضمت شركاء من القطاعين الحكومي والخاص ومن المجتمع المدني كوزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الصحة، ووزارة الشباب والرياضة، ومؤسسة التعاون، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وشركة جوال، وشبكة معاً، ومجموعة موزيكو، وشركة الشرق الأدنى للسياحة، واتحاد شركات أنظمة تكنولوجيا المعلومات "بيتا". إضافة إلى إنخراط عشرات المؤسسات والمؤسسات الشبابية في مراحل التقييم المختلفة، وفي التمثيل في اللجان المحلية التي تشكلت في كافة مديريات التربية والتعليم.
جدير بالذكر أن مبادرة " تكريم " انطلقت بتصوّر من رجل الإعلام المعروف ريكاردو كرم، مدير عام مبادرة "تكريم" ورئيس مجلس إدارتها، وهي تمنح وسام الإستحقاق والجدارة لأسماء لمعت في مختلف المجالات، فذاع صيتها في كافة أنحاء العالم. وتأمل مبادرة "تكريم" عبر إبراز التميّز العربي وروح الريادة والقياديّة العربية في أصقاع الأرض كلّها، أن تساهم في خلق نماذج مثاليّة يحتذى بها وإلهام الشباب العربي جيلاً بعد جيل.